الأمراض الجنسية

يلعب الجهاز التناسلي دوراً كبيراً في انتشار الأمراض بين الأفراد ، و تتنوع الأمراض الجنسية التي يمكنها الانتقال من شخص إلى آخر بتنوّع أسبابها و مصادرها ،

إلا أن البعض منها يشكل تهديداً على حياة الإنسان ، و بعضها الآخر لا يمكن علاجه ، و منها أيضاً ما يُعالج بطرق متعددة .

فما هي الأمراض الجنسية ؟ و ما أسبابها ؟ و كيف يمكن علاجها ؟ في هذا المقال ؛ سنبحث معكم ما سبق .

المحتويات 

مفهوم الأمراض  الجنسية  .

مسببات الأمراض الجنسية .

أعراض الإصابة بالأمراض الجنسية  .

مضاعفات الإصابة بالأمراض الجنسية  .

أهم الأمراض المنقولة جنسيًا .

الوقاية من الإصابة بالأمراض الجنسية  .

مفهوم الأمراض الجنسية 

تعرف الأمراض الجنسية على أنها الأمراض التي تنتقل بين الأفراد عن طريق الاتصال الجنسي عموماً ،

فتنتقل العدوى البكتيرية أو الفيروسية أو الناتجة عن الطفيليات من الشخص المصاب إلى شخص آخر

إما عن طريق الدم ، أو السائل المنوي ، أو إفرازات المهبل و غيرها .

و قد تنتقل العدوى المسببة للأمراض الجنسية بطرق أخرى غير الاتصال الجنسي ؛

كأن تنقل الأم الحامل المصابة بالمرض العدوى لجنينها ، أو أن تنقله الأم المرضع المصابة لرضيعها ،

و يمكن أن تنتشر العدوى بين الأشخاص في حالات نقل الدم الملوث بالمرض ، أو المشاركة في استخدام الإبر ذاتها .

مسببات الأمراض الجنسية

توجد عدة مسببات للأمراض الجنسية ، و يختلف المرض المنقول جنسياً باختلاف المسبب له ،

و فيما يلي أسباب الإصابة بالعدوى المنقولة جنسيًّا : 

  • البكتيريا : تتسبب في الإصابة بأمراض السيلان ، مرض الزهري ، مرض المتدثرة .
  • الطفيليات : يعد داء المشعرات من الأمراض الجنسية التي تسببها الطفيليات .
  • الفيروسات : تسبب الفيروسات أمراض الورم الحليمي البشري ، و الهربس البسيط ، و مرض الإيدز الناتج عن فيروس نقص المناعة البشري .

اقرأ : الأمراض المناعية

بالإضافة إلى المسببات السابقة ؛ فإن هناك عدة عوامل تزيد من فرص الإصابة بأحد الأمراض الجنسية المنقولة بالعدوى ، و منها : 

  • ممارسة الجنس بدون ارتداء الواقي ، أو عدم استخدامها بالشكل الصحيح ،

و في كل مرة يتم فيها الاتصال الجنسي عبر المهبل أو الشرج ، و لا يستثنى من ذلك الجنس الفموي .

لا تعد الواقيات المصنوعة من الأغشية الطبيعية فعالة في منع انتقال العدوى الجنسية ؛

لذا،  يفضل استخدام الواقيات المصنوعة من اللاتكس أو البولي يوريثان .

  • تعدد شركاء الاتصال الجنسي ؛ فكلما مورس الجنس مع أكثر من شريك زادت فرصة الإصابة بأحد الأمراض الجنسية بسبب العدوى .
  • الإصابة السابقة بأحد الأمراض الجنسية ؛ قد يزيد ذلك من فرصة الإصابة بمرض جنسي آخر .
  • الإكراه على ممارسة الجنس ، يتطلب ذلك زيارة للطبيب المختص لإجراء الفحوصات اللازمة و الحصول على العلاج الجسدي و النفسي المناسب .
  • تعاطي المخدرات عن طريق الفم و إدمان المشروبات الكحولية  ؛ قد يتسبب ذلك في الانجرار وراء سلوكيات خطيرة .
  • تعاطي المخدرات بواسطة الحقن ؛ فإن استخدام إبرة ملوثة بمسبب للمرض سيؤدي حتماً إلى الإصابة به ،  

اقرأ : المزيد حول الإدمان  

و من أبرز الأمثلة على ذلك : التهاب الكبد  ،Bو التهاب الكبد C، و فيروس نقص المناعة البشري المسبب للإيدز .

  • الصغر في السن ؛ يعد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين ١٥ و ٢٤ عاماً أكثر عرضة للإصابة بالعدوى المنقولة جنسيًّا من كبار السن  .
  • الحمل و الرضاعة ؛ قد تنتقل العدوى الجنسية من الأم الحامل لجنينها ، أو من الأم المرضع لرضيعها ؛

لذلك يتوجب على المرأة الحامل المصابة بأحد الأمراض الجنسية المتابعة مع الطبيب المختص ؛

لاتباع الخطة العلاجية اللازمة لحماية حياتها و حياة جنينها . اقرأ : الأنظمة الغذائية لبعض الحالات الخاصة

أعراض الإصابة بالأمراض الجنسية 

قد لا تظهر أية أعراض على المصاب بأحد الأمراض الجنسية ، حتى يظن نفسه بصحة جيدة و لا يعاني من أية مشكلات صحية ،

و هناك أمراض جنسية لا يمكن اكتشاف الإصابة بها إلا عند حدوث مضاعفات ، أو بإجراء فحوصات طبية و مخبرية محددة ،

لكن من جانب آخر ، قد تظهر بعض الأعراض على بعض المصابين بعدوى جنسية معينة بعد أيام من التقاط العدوى ،

و قد يستغرق الأمر سنوات لظهورها ، و من هذه الأعراض

  1. الإحساس بحرقة عند التبول ، و في أحيان أخرى الشعور بألم .
  2. ظهور حبوب أو تقرحات في منطقة الفم ، أو المستقيم ، أو الأعضاء التناسلية .
  3. وجود إفرازات غير طبيعية ، و ذو رائحة كريهة من المهبل لدى النساء .
  4. وجود إفرازات غير طبيعية من القضيب لدى الرجال .
  5.  حدوث نزيف مهبلي بصورة غير طبيعية  .
  6. الشعور بألم عند ممارسة العلاقة الحميمة . 
  7. تورم العقد اللمفاوية و حدوث تقرحات بها ، خصوصا في المنطقة الأربية .
  8. الشعور بألم غير مبرَّر أسفل البطن .
  9. ارتفاع درجة حرارة الجسم  .
  10. ظهور بثور و طفح جلدي على مناطق مختلفة من الجسم ؛ كالجذع ، و اليدين ، و الأرجل .

مضاعفات الإصابة بالأمراض الجنسية 

تظهر مضاعفات الأمراض الجنسية بعد فترة ليست بقصيرة من الإصابة بها ؛ لذا ،

فإنه ينصح بالفحص المبكر فور ظهور الأعراض لتفادي حدوث المضاعفات التي تشتمل على ما يلي : 

  1. آلام في منطقة الحوض .
  2. التهابات متفرقة في الجسم ، كالتهاب العيون ، و التهاب المفاصل .
  3. الإصابة بالتهاب الحوض .
  4. مشاكل العقم .
  5. أمراض القلب و الأوعية الدموية  . اقرأ : ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم
  6. الإصابة ببعض أنواع السرطان ، كسرطان المستقيم ، و سرطان عنق الرحم  اللذان يرتبطان عادة بفيروس الورم الحليمي البشري  .

أهم الأمراض المنقولة جنسياً 

يمكن تقسيم الأمراض المنقولة جنسيًّا إلى قسمين حسب الجزء المصاب من الجهاز التناسلي : 

الأمراض الجنسية المتعلقة بالجهاز التناسلي السفلي 

يشتمل الجزء السفلي من الجهاز التناسلي على المهبل ، و الفرج ، و عنق الرحم ،

تشتمل الأمراض الجنسية التي قد تصيب تلك الأعضاء على ما يلي : 

  • مرض الهربس التناسلي : و يطلق عليه فيروس الحلأ البسيط ، ينشط هذا الفيروس عند الاتصال الجنسي ،    

و يمكن لأعراضه أن تبقى كامنة بلا ظهور لعدة أشهر بعد الإصابة به ، و عند ظهورها فإنها تظهر على شكل تقرحات ، و حكة مع ألم في الأعضاء التناسلية ،

و من الجدير بالذكر أن العدوى قادرة على الانتشار حتى قبل ظهور الأعراض ، أما عن العلاج ؛

فلا يتوفر علاج للهربس التناسلي ، و يستعاض عن ذلك بالأدوية التي من شأنها تخفيف حدة الأعراض ، و منع انتقال العدوى للآخرين .

  • مرض الثآليل التناسلية : يتمثل هذا المرض بظهور نتوءات لحمية حميدة غير مسرطنة قابلة للتمدد لتأخذ حجماً أكبر يترك أثر البقع الكبيرة ،

و يرافقها إحساس بعدم الراحة مع حكة شديدة في المناطق التناسلية ، و أحياناً قد لا تبدو تلك الثآليل الصغيرة واضحة بالعين المجردة ،

و قد لا يتطلب الأمر علاجاً ما دام الألم غير موجود ، إلا أنه في حال الشعور به

يمكن اللجوء إلى أخذ اللقاحات التي تمنع تطور الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري المسبب لهذه الثآليل .

  • الورم الحليمي البشري : يعد من أكثر الأمراض المنقولة جنسيًا انتشاراً ، و عادة ما يترافق مع مرض الثآليل التناسلية ؛ إذ يعتبر مسبباً له ،

بالإضافة إلى قدرته على التسبب بسرطان عنق الرحم ، و توجد من فيروس الورم الحليمي ما يقارب  ٤٠ سلالة معظمها غير مسبب للسرطان ،

أما عن أعراضه ؛ فإنها لا تظهر غالباً ، و يتم اكتشاف الإصابة به عند الإصابة بسرطان عنق الرحم ،

لذلك ؛ يجب إجراء مسحة لعنق الرحم سنوياً للتأكد من عدم وجود أية عدوى ملتقطة ،

للوقاية من الإصابة بالورم الحليمي البشري ؛ فإن هناك لقاحات متوفرة مخصصة لهذا الأمر يمكن الحصول عليها بعد استشارة الطبيب .

  • داء السيلان : يحدث السيلان بسبب بكتيريا معينة ، و عادة ما يصيب النساء في مناطق الحلق و عنق الرحم و مجرى البول و المستقيم ،

و يمكن أن ينتقل للأطفال الرضع عند ولادتهم إذا كانت الأم مصابة ، تظهر أعراضه على هيئة

إفرازات مهبلية غير طبيعية كريهة الرائحة ، تترافق مع ألم شديد أثناء الجماع ، و ألم في منطقة أسفل الظهر ،

يمكن علاجه بتناول المضادات الحيوية للمرأة المصابة ، و كذلك للشريك ، كما ينصح بعدم الاتصال الجنسي طيلة فترة العلاج .

  • داء الزهري : تتعدد مستويات الإصابة بهذا المرض ، و يصعب علاجه عندما يصل إلى أعلى مستوياته ليصيب الجسم عصبياً ،

تظهر أعراضه في البداية على شكل تقرحات غير مؤلمة حول الفم و المستقيم و المناطق التناسلية ، ثم تختفي بعد ذلك لسنوات عديدة ، بينما يبقى المرض موجوداً داخل الجسم .                   

إذا كان المرض في بداياته ؛ فيمكن علاجه عن طريق الحقن ، أما إذا تم اكتشافه في مراحل متقدمة ؛ فقد يفقد المصاب فرصة العلاج ،

بالإضافة إلى الأضرار البالغة التي يمكن أن تصيب القلب و الدماغ و أعضاء أخرى من الجسم .

  • الكلاميديا : مرض تناسلي بكتيري تسببه البكتيريا المتدثرة الحثرية ، يتشابه في أعراضه مع داء السيلان ،

و المتمثلة بالإفرازات المهبلية الغريبة ، و آلام الجماع و أسفل الظهر ،

و يمكن علاجه بالمضادات الحيوية ؛ ليشفى منه المريض في غضون أسبوع أو اثنين ،

على شرط عدم ممارسة الجنس خلال فترة العلاج .

الأمراض الجنسية المتعلقة بالجهاز التناسلي العلوي

يشتمل الجهاز التناسلي العلوي على الرحم ، و المبيضين،  و قناة فالوب ، و من الأمراض الجنسية التي قد تصيب هذا الجزء من الجهاز التناسلي  : 

  • التهاب الحوض : يطلق مسمى التهاب الحوض على العدوى التي يصاب بها الرحم ، أو بطانته ، أو قناة فالوب، أو المبيضين ،

و عادة ما تكون العدوى منقولة جنسياً ، و تؤثر على خصوبة النساء و تتسبب في حدوث الحمل خارج الرحم ،

بالإضافة إلى آلام مزمنة في الحوض ،

قد تبدأ الأعراض بخروج إفرازات مهبلية غريبة ، أو حدوث نزيف غير طبيعي ،

إلى جانب الألم في الحوض ، و ارتفاع درجة حرارة الجسم ، و الشعور بالغثيان .

و تتنوع طرق العلاج تبعاً لحالة المريض ، إذ يمكن اعتماد العلاج الفموي في بعض الحالات،

أو اللجوء إلى مضادات IV في الوريد ، أو التدخل الجراحي في حالات أخرى .

  • مرض التهاب بطانة الرحم  : يحدث هذا المرض بسبب البكتيريا المتدثرة المسببة  للكلاميديا،  أو السيلان ، أو بسبب أنواع أخرى من البكتيريا المهبلية ،

و عادة ما تصاب النساء به بعد عمليات الولادة ، أو العمليات التي تصل إلى عنق الرحم ،

و قد يتطور التهاب بطانة الرحم إلى التهابات أخرى و أمراض خطيرة إذا لم يعالج بالطرق الصحيحة ،

كما أنه يؤثر على خصوبة النساء ، و تظهر عليهن أعراض الحمى. و آلام البطن ، و النزيف أو الافرازات المهبلية . 

اقرأ : هرمون الأنوثة

يتم علاج التهاب بطانة الرحم باستخدام المضادات الحيوية ، و قد يشمل العلاج الشريك الجنسي عند الإصابة بأحد الأمراض الجنسية ،

و مع التزام الخطة العلاجية يتعافى المصاب كلياً .

و في تصنيف آخر ؛

فإن هناك أمراض منقولة جنسيًا لا يمكن اكتشاف الإصابة بها في مراحلها الأولى غالباً ، ولا تظهر لها أية أعراض حتى تصل إلى مراحل متقدمة ،

كما أنه لا يوجد لها أي علاج ، و تستخدم بعض أنواع الأدوية فيها فقط للتقليل من حدة مضاعفاتها ، و هذه الأمراض هي : 

فيروس نقص المناعة البشري ( الإيدز)  .

التهاب الكبد B  .

التهاب الكبد C.

الوقاية من الإصابة بالأمراض الجنسية 

تتعدد الطرق و النصائح التي يمكن أن يحمي بها الإنسان نفسه من الإصابة بالأمراض الجنسية ، و تشتمل على ما يلي : 

  1. الامتناع عن ممارسة الجنس هي الطريقة الأكثر أماناً للوقاية من الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً .
  2. الاكتفاء بشريك واحد لممارسة الجنس و التأكد من عدم إصابته بالمرض ، و تعد العلاقات طويلة الأمد التي يكتفي بها الشريك بشريك واحد فقط فعالة جداً في تجنب الإصابة بالأمراض الجنسية  .
  3. عدم الإقدام على بناء علاقة جنسية مهبلية أو شرجية أو أي نشاط جنسي مع أي شريك جديد قبل إجراء الفحوصات الطبية التي تؤكد خلو جسمه من الأمراض المنقولة جنسيًا .
  4. استخدام الحواجز المطاطية الفموية أو واقيات اللاتكس أو البولي يوريثان عند الجماع الفموي ، فعلى الرغم من اعتباره أكثر أمناً من الجماع المهبلي أو الشرجي ؛ إلا أنه يتيح فرصة للتلامس المباشر بين الأعضاء التناسلية و أغشية الفم المخاطية ،مما يعني فرصة انتشار العدوى الجنسية بين الشركاء .
  5. أخذ اللقاءات الواقية من الإصابة بالأمراض الجنسية التي تسببها فيروسات الورم الحليمي البشري ، و التهاب الكبدA، و التهاب الكبد B .
  6. التحكم في كمية المشروبات الكحولية المتناولة ، و الامتناع عن تعاطي المخدرات الترفيهية .
  7. الاتفاق مع الشريك على السلوكيات الجنسية المقبولة و غير المقبولة قبل البدء بعملية الجماع .
  8. ختان الذكور ؛ أثبتت الدراسات أن ختان الذكور يقلل من خطر إصابة الرجال بعدوى فيروس نقص المناعة البشري بنسبة ٦٠% ، بالإضافة إلى الوقاية من عدوى الورم الحليمي البشري ، و الهربس التناسلي  .
  9. معرفة أن وسائل منع الحمل غير الحاجزة (كالحبوب مثلاً )  لا تقي من انتقال عدوى الأمراض الجنسية  .
  10. استخدام الأدوية الواقية من التعرض لمسببات الأمراض ، و المرخصة من مؤسسات الغذاء و الدواء ، كالأدوية الواقية من خطر التقاط عدوى فيروس نقص المناعة البشري
  11. الامتناع عن تعاطي المخدرات بالحقن ؛ لما لها من دور كبير في انتشار الأمراض الجنسية .

و في النهاية ، احرص عزيزي القارئ على اختيار شريك واحد ، و تأكد من سلامته قبل القيام بأي نشاط جنسي معه ، و لا تنس زيارة الطبيب بين الحين و الآخر ؛ للتأكد من سلامتك أيضاً .

المراجع

مرجع 1 , مرجع 2مرجع 3 , مرجع 4 , مرجع 5 , مرجع 6 , مرجع 7 .


اكتشاف المزيد من LoveyDoveye

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.