الإدمان : أسبابه وأعراضه وأضراره وعلاجه

تتنوع فئات الإدمان و المدمنين ، و تمتد لتشمل كثيراً من المواد المحسوسة و الملموسة ؛فما هو الإدمان ؟ و ما هي أعراضه و نتائجه ؟ و ما أخطر فئاته؟

الإدمان : أسبابه وأعراضه وأضراره وعلاجه هذا مقال مفيد للقارئين حول موضوع الإدمان وما يتعلق به، تتنوع فئات الإدمان و المدمنين ، و تمتد لتشمل كثيراً من المواد المحسوسة و الملموسة ؛

كالتكنولوجيا ، و الأدوية ، و المخدرات ، و التدخين و غيرها الكثير ،

اقرأ اثر التكنولوجيا على دماغ الانسان

 

فما هو الإدمان ؟ و ما هي أعراضه و نتائجه ؟ و ما أخطر فئاته؟

في هذا المقال سنبين لكم ما سبق .

المحتويات :

تعريف الإدمان و المدمن

أسباب الإدمان و أعراضه

أضرار الإدمان و مضاعفاته

تشخيص الإدمان

إدمان المخدرات

إدمان التدخين (النيكوتين )

علاج الإدمان و الوقاية منه .

الإدمان

يعرف الإدمان بأنه اضطراب في الدماغ ، يرتبط لاإرادياً بالخضوع الجسمي و النفسي لمحفزات الشعور بالنشوة في الدماغ ،

و له مسببات نفسية و اجتماعية ،

لكن العملية الحيوية التي يتعرض فيها الدماغ لمحفزات الإدمان بشكل متكرر تبقى هي المسبب الأساسي لاستمرار الإدمان و تطوره .

المدمن

المدمن هو الشخص الذي يقدم على تعاطي المادة المدمن عليها (كالكوكائين أو الكحول ، أو النيكوتين …)

أو الاستمرار بممارسة السلوك الإدماني ( كلعب القمار مثلاً) بشكل متواصل و مبرَّر على الرغم من معرفته بعواقب هذا السلوك .

أسباب الإدمان

تتنوع دوافع الإدمان بين مسببات بيئية ، و نفسية ، و أخرى وراثية ، وقد تجتمع هذه المسببات أو قد تأتي منفردة ، و فيما يلي تفصيل لكل منها :

١.الدوافع البيئية : التفكك الأسري ، إهمال الأسرة للفرد ، سوء العلاقات الاجتماعية ،تاريخ الفرد الشخصي ( كتعرضه للتحرش سابقاً ) .

٢.الدوافع النفسية : مثل الاكتئاب ، و الفراغ العاطفي ، و التوتر ، و الحزن ، و التعرض لضغوطات نفسية .

٣. الدوافع الوراثية : تتدخل الجينات الموروثة بتطور عملية الإدمان و قدرة الفرد على التخلص منه .

أعراض الإدمان

قد تظهر بعض أعراض الإدمان على الشخص المدمن بشكل واضح ، و قد لا تكون كذلك ، و من أهم أعراض الإدمان :

1• الشعور المستمر بالحاجة لأخذ الجرعة من المادة المدمن عليها .

2. زيادة جرعة كمية المادة المدمن عليها تدريجياً ؛ لعدم استجابة الجسم للكميات المعتاد عليها .

3. الخوف الدائم من نفاذ المادة المدمن عليها.

4. تقديم شراء المادة المدمن عليها على أي أولويات مادية أخرى .

5. قصور أو انعدام في إنجاز المهمات الموكلة إلى المدمن (في العمل أو الدراسة ) .

6. الانطوائية. و ضعف العلاقات الاجتماعية.

7. فقدان ملحوظ في الوزن .

8. شحوب لون الوجه .

9. التوتر و الشعور بالتعب المستمر .

10. الإصابة بتضخم الكبد و الطحال .

أضرار الإدمان و مضاعفاته

يسبب الإدمان بأنواعه الكثير من المشاكل و الأضرار الجسدية ، و النفسية ، و الاجتماعية ، و لعل أبرزها ما يلي :

١.اعتلالات القلب .

٢. مشاكل الجهاز التنفسي .

٣. اختلالات في هرمونات الجسم. اقرأ هرمون النمو

٤. العقم و مشاكل الإنجاب .

٥. اختلال كهربائية الدماغ ( الصرع ).

٦. التوتر النفسي و الاكتئاب .

٧. العزلة الاجتماعية .

٨. ركود الأنشطة اليومية ، و تفكك العلاقات الاجتماعية.

٩. الانتحار .

تشخيص الإدمان

تتم عملية تشخيص إدمان المواد المخدرة و العقاقير الأخرى عن طريقاطّلاع أخصائي الصحة النفسية ،

و أخصائي المخدرات و المواد الكحولية على الشخص المدمن ،

و من ثم إجراء عدة فحوصات مخبرية ( فحص بول ، فحص دم،..) تستخدم نتائجها في مرحلة العلاج .

لكن في تشخيص إدمان المخدرات بشكل خاص ،

ويلجأ الأخصائيون النفسيون إلى اعتماد معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) ,

و الذي تم نشره من قبل الجمعية الأمريكية للطب النفسي.

اقرأ ايضا الاسعافات الأولية

إدمان المخدرات

يعد إدمان المخدرات من أخطر أنواع الإدمان ، و يصعب التخلص منه بسهولة ،

بالإضافة الى ان له آثار جريمة على الصحة الجسمية و النفسية ، و يطلق عليه اضطراب تعاطي المخدرات،

و في كثير من حالات إدمان المخدرات يتأثر سلوك المخ و قدرته على ضبط استهلاكه للعقاقير الدوائية بأنواعها ، المشروعة و غير المشروعة .

و تتنوع المواد المخدرة التي قد يدمنها الشخص ، و تندرج تحتها مواد أخرى كالمشروبات الكحولية ، و مادة النيكوتين ، و عشبة الماريجوانا ؛

لأن المدمن على هذه المواد لا يستطيع الإقلاع عن تعاطيها على الرغم من علمه بأضرارها على جسمه و عقله .

و قد يتورط الشخص في الإدمان دون أن يعي ذلك ، فقد يقدم على تجربة مخدر ترفيهي في موقف ما ،

لكنه قد يكرر التجربة مرات و مرات ، حتى يصبح مدمناً عليها ،

و من جهة أخرى ، قد يدمن بعض الأشخاص العقاقير الطبية التي لها مفعول تخديري ،

فيتم صرفها في البداية بوصفة طبية ، ثم يداوم الشخص على تناولها بالحصول عليها من مصادر مختلفة و بطرق ملتوية .

• ملاحظة: تعد العقاقير الطبية ذات المفعول التخديري ( الأفيوني) من المواد شديدة الخطورة ؛ إذ أن سرعة إدمانها تفوق غيرها من المواد .

بمرور الوقت ، تزداد حاجة المدمن إلى كميات أكبر تزداد تدريجياً للوصول إلى حالة الانتشاء ، أو الشعور بالراحة ،

و هذا ما يؤدي لاحقاً إلى جعل استمرارية الحياة دون تناول هذه المادة المخدرة شبه مستحيلة ،

و بمجرد أن يحاول المدمن التوقف عن أخذ الجرعة التي يحتاجها ، ستظهر لديه أعراض الامتناع عن التعاطي ،

من أبرزها الإرهاق البدني ، و التعب الشديد ، و الرغبة القوية في تناول المادة المدمن عليها .

إدمان التدخين ( النيكوتين )

تعد مشكلة الإدمان على التدخين من أكثر المشاكل شيوعاً و انتشاراً بين البالغين و المراهقين و حتى الأطفال ،

و على الرغم من عدم التفات الناس إلى مخاطر إدمان التدخين ، إلا أن له أضراراً كبيرة ،

و من الممكن أن يؤدي إلى الموت في حالات كثيرة

تؤثر مادة النيكوتين على مناطق عدة في الجسم ،

لأنها تحفز الشعور بالراحة و المتعة في دماغ المدخّن ،

بالإضافة إلى أنها تؤثر على إفرازات الغدة الكظرية و خصوصاً هرمون الأدرينالين الذي يعطي المدخن شعوراً باليقظة ،

و يرفع مستويات الجلوكوز في الدم ليعطي بطبيعة الحال إحساساً بالشبع .

و تنقسم دوافع و عوامل إدمان التدخين إلى عوامل نفسية عديدة ؛ و عامل جسدي ؛

إذ تتمثل العوامل النفسية في حاجة المدمن إلى طرد الشعور بالملل ، أو التقليل من شعور الوحدة ،

فقد يبدأ المدخن بسيارة واحدة بهدف التجربة لا أكثر ، ثم يكررها مرة تلو الأخرى ، ليجد نفسه قد اعتاد على التدخين ،

و فيما بعد أصبح لا يقوى على العيش بدون تعاطي النيكوتين ، و هنا يظهر إدمان التدخين .

أما عن العامل الجسدي ؛ فيكمن في حاجة الجسم المستمرة لكميات النيكوتين التي اعتاد أن يدخلها المدخن إليه ،

و التي تنتقل من تبغ السيجارة إلى الفم ، و منه إلى مجرى التنفس و الرئتين ، حتى تنتشر في الدم و تصل إلى خلايا الجسم المختلفة ،

ولا يمكن للجسم أن يشعر بالراحة دون أن يحصل على كمية النيكوتين التي أصبح بحاجتها بسبب إدمان التدخين.

أضرار التدخين

للتدخين أضرار عديدة و خطيرة على صحة الإنسان، وأبرزها :

أمراض الجهاز التنفسي؛ مثل الالتهاب الرئوي المزمن ، انتفاخ الرئتين، و ضيق التنفس .

أمراض السرطان ؛ حيث تزداد فرصة الإصابة بالسرطان للمدخن في كل من الفم، الرئة ،الحنجرة ، المريء ، المثانة ، البنكرياس ، عنق الرحم ، الدم ، و غيرها .

تضيق الأوعية الدموية ؛ و هذا ما يؤدي لاحقاً إلى النوبات القلبية ، و السكتات الدماغية ، و قرحة المعدة ،

و عدم استطاعة تحمل البرد ، و تنميل الأطراف ، كما تؤثر على خصوبة النساء ، و قدرة الرجال الجنسية.

تصبغات الجلد و الأسنان و الأظافر ؛ مما قد يؤدي إلى تشويه المظهر العام للشخص المدخن .

علاج إدمان التدخين

إن عملية علاج إدمان التدخين ليست بالعملية السهلة؛ لكنها تجنب المدخن كثيراً من الأمراض و المشاكل التي سبق ذكرها ،

و تتنوع طرق العلاج المتبعة تبعاً للشخص المدمن ، و هي

: ١.الامتناع عن التدخين دفعة واحدة

تعتمد هذه الطريقة العلاجية على إقلاع المدخن عن التدخين مرة واحدة و بشكل تام و نهائي ،

و قد تكون هذه الطريقة ناجحة لعلاج الأشخاص الذين يدخنون من فترة قصيرة و بكميات معتدلة نسبياً .

٢. الامتناع عن التدخين تدريجياً

تتمثل هذه الطريقة بتخفيف كمية النيكوتين الداخلة إلى الجسم تدريجياً ، بتقليل عدد مرات التدخين خلال اليوم الواحد ،

و جعلها أقل في اليوم التالي ، ثم التالي ، و هكذا ، إلى حين التوقف كلياً عن تعاطي النيكوتين .

٣. العلاج النفسي

و تكون المعالجة النفسية لدوافع الإدمان بمساعدة من مجموعات الدعم ، أو المواقع الإلكترونية التي توفر مادة مساعدة للامتناع عن التدخين ،

أو بالعلاج النفسي لدى الاخصائي النفسي ، أو بالاطلاع على الكتب الإرشادية.

و تتحكم إرادة الشخص المدخن في مدى نجاعة هذه الطريقة العلاجية ، إذ يتعين عليه الابتعاد عن مناطق التدخين المشترك ،

أو استبدال السجائر في الفم بعلكة يتم مضغها لملء الفراغ الذي يشعر به ، أو باستخدام سيجارة إلكترونية.

و يجب على المدخن الراغب في الإقلاع عن التدخين تجنب أسباب التدخين الأولى ، و طرد الشعور بالاشتياق إلى التدخين .

٤. العلاج الدوائي

يتمثل العلاج الدوائي باستخدام بدائل النيكوتين ( كالشرائح اللاصقة ، أو العلكة ، أو الكرات الصغيرة القابلة للمص ،

أو السجائر الإلكترونية، أو البخاخات الأنفية) ، و يمكن اتباع العلاج الدوائي بالتزامن مع تطبيق العلاج النفسي ،

وذلك ليترافق تثبيط مستقبلات النيكوتين في الجسم مع دعم نفسي يعزز علاج إدمان التدخين .

علاج الإدمان و الوقاية منه

تتطلب عملية علاج الإدمان تعاوناً و مساعدة ً من العائلة و الأصدقاء إلى جانب الطبيب ،

و بدعم من مجموعات الدعم و باتباع برنامج علاجي مخصص ينظم عملية تناول الأدوية المقررة ؛

سيستطيع المدمن التخلص من آفة الإدمان في حياته .

و فيما يخص إدمان المخدرات ، فيجب على المدمن الخاضع للعلاج الابتعاد عن الأماكن التي اعتاد على التعاطي فيها ،

وكذلك الابتعاد عن الأشخاص الذين كانوا يشاركونه هذا الأمر ، و في حال عاد المدمن لتعاطي المادة المخدرة مرة أخرى ،

فيجب عليه ألا يتوانى عن إخبار طبيبه ، أو أخصائي الصحة النفسية الخاص به ، و طلب المساعدة منهم .

في مرحلة العلاج ، يتبع الطبيب المختص أحد الأمور التالية أو أكثر من واحدة :

1. إعطاء المدمن عقاقير دوائية مضادة لعوامل الانسحاب من الإدمان ؛ لتخفيف أعراض الامتناع عن التعاطي .

2. إعطاء المدمن عقاقير دوائية تساعده على النوم و التركيز ، تبعاً لحالته و وضعه الصحي.

3. إدخال المدمن إلى مستشفى مختص بعلاج الإدمان .

4. القيام بتنظيم جلسات علاجية للمدمن وحده ، أو مع عائلته .

5. تفادي حدوث انتكاسة في العلاج ؛ من خلال الفهم الصحيح لطبيعة الإدمان .

و يمكن للشخص الذي يعاني من الإدمان الدفع بنفسه إلى بداية مرحلة العلاج ، من خلال ما يلي :
  1. الاسترخاء ، و محاولة البقاء هادئاً .
  2. الحصول على قسط كافٍ من النوم يومياً .
  3. تجنب مصادر القلق و مسببات الحزن .
  4. اتباع نظام غذائي متوازن . اقرأ الأنظمة الغذائية المختلفة لبعض الحالات الخاصة
  5. إدراك العواقب الوخيمة للإدمان صحياً ، و نفسياً ، واجتماعياً .
  6. الابتعاد عن رفاق السوء و شركاء الإدمان .
  7. الابتعاد عن أماكن التعاطي المعتادة .

و مع إدراك خطورة الإدمان و تأثيره السلبي على كافة جوانب الحياة ؛

يصبح الفرد منا قلقاً على نفسه و من حوله من الوقوع في مصيدة الإدمان ،

فكيف يمكننا أن نقي أنفسنا و أطفالنا من الإدمان ؟

أولاً : تجنب تناول الأدوية أفيونية المفعول ما دام هناك بديلاً لها ، و في حال عدم توفر البديل ، يجب تناولها تحت إشراف الطبيب و متابعته للحالة أولاً بأول .

ثانياً : توعية الأطفال و المراهقين بمخاطر الإدمان و أضرار المخدرات على الصحة النفسية و العقلية و الاجتماعية .

ثالثاً : التقرب من الأطفال و المراهقين ، والاستماع إلى مشاكلهم ، و مشاركتهم في حلها ، و التقليل من ضغوطاتهم النفسية .

رابعاً : تجنب تناول المواد الكحولية أو المخدرات أمام الأطفال.

خامساً : بناء روابط أسرية قوية بين الأطفال و ذويهم .

سادساً : ملاحظة التغيرات الحاصلة في حياة المراهقين ، و البحث وراء أسبابها ، و تجنب استخدام العنف أو الشدة عند نصحهم لتفادي ردود الفعل العكسية منهم .

 

المراجع

مرجع 1 , مرجع 2 


اكتشاف المزيد من LoveyDoveye

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.