ما هو هرمون الحليب (البرولاكتين) ومخاطر زيادته او نقصانه؟

يعد هرمون البرولاكتين ، أو هرمون الحليب ، أو هرمون اللبن – على تعدد مسمياته – من أهم الهرمونات في جسم الإنسان ؛ ذكراً كان أم أنثى  ، و قد يظن البعض أن هرمون الحليب مسؤول فقط عن إنتاج الحليب لدى الأم المرضع لتغذية طفلها ،

لكن هذا الاعتقاد خاطئ ؛ إذ تتعد وظائف هذا الهرمون الذي يرتبط بعلاقة ما بكثير من الهرمونات الأخرى و يتأثر بها . فما هو هرمون البرولاكتين ؟ و ما هي وظائفه ؟ و ما أهم المعلومات المتعلقة به ؟

في هذا المقال سنعرض لكم إجابات ما سبق من أسئلة …

المحتويات

ما هو هرمون الحليب ( البرولاكتين ) ؟

الوظائف العامة لهرمون الحليب .

الهرمونات التي تؤثر على إنتاج هرمون الحليب  .

أهمية هرمون الحليب لدى الرجال .

أهمية هرمون الحليب لدى النساء .

وظائف هرمون الحليب المشتركة بين الجنسين .

النسب الطبيعية لهرمون الحليب لدى الجنسين  .

اختلالات نسب هرمون الحليب و أسبابها .

علاج ارتفاع البرولاكتين

ما هو هرمون الحليب ( البرولاكتين ) ؟

هو الهرمون المسمى بهرمون الحليب الطبيعي  ؛ يتم إفرازه بشكل رئيسي من الغدة النخامية في الدماغ ، و تحديداً من الفص الأمامي منها ، لكنه قد يُفرَز أيضاً من أماكن أخرى في الجسم بكميات أقل من تلك التي تفرزها الغدة النخامية ، و هذه الأماكن هي : الرحم ، البروستاتا ، عدد من الأنسجة الدهنية  ، بعض الخلايا المناعية ، النسيج الجلدي .

الوظائف العامة لهرمون الحليب

تتعدد وظائف  ( البرولاكتين ) ، لكن تبقى وظيفته الأساسية ، و الأكثر شيوعاً متمثلة في تحفيز إنتاج حليب الأم المرضع في ثدييها بعد الولادة ، إلا أن الوظائف الأخرى له في أجسام النساء و الرجال على حد سواء ليست أقل أهمية ؛ و تتلخص فيما يلي :

  1. تعزيز الصحة الإنجابية للذكر و الأنثى .
  2. تنظيم سلوك الفرد .
  3. تحسين عمليات الأيض ، و تعزيز جهاز المناعة .
  4. تنظيم سوائل الجسم المختلفة .

و لاحقاً ؛ سنتطرق لذكر وظائف البرولاكتين في أجسام النساء ، و أجسام الرجال ، و وظائفه المشتركة بينهما بشكل أكثر تفصيلاً .

الهرمونات التي تؤثر على إنتاج هرمون الحليب

تتأثر عملية إفراز هرمون الحليب ( البرولاكتين ) بالإشارات التي تستقبلها الغدة النخامية المسؤولة عن إفرازه من قبل الهرمونات الأخرى  ، و هذه الهرمونات هي :

  • هرمون الاستروجين  : يحفز إفراز هرمون الحليب ( البرولاكتين ) بشكل أكبر .
  • هرمون الدوبامين : يعمل على تثبيط ( تقليل ) إفراز هرمون الحليب ( البرولاكتين ) .

أهمية هرمون الحليب لدى الرجال

يسري اعتقاد خاطئ بين الأفراد بأن البرولاكتين تفرزه أجسام الإناث دون الذكور ، و هذا ما يجب نفيه لعدم صحته ؛ إذ أن أجسام الرجال تنتج  كميات كبيرة من هرمون البرولاكتين ، و يرتبط إفرازه عند الرجال بالإجهاد البدني ، إلا أنه   – كغيره من الهرمونات – يمكن أن يتعرض للزيادة أو النقصان بسبب عوامل معينة ، مما يؤدي إلى تغيرات صحية عديدة .

و لعلّ أبرز وظائف هرمون البرولاكتين – عند بقاءه في مستوياته الطبيعية – في أجسام الرجال ما يلي :

  1. المحافظة على الصحة الإنجابية .
  2. زيادة إفراز هرمون التستوستيرون .
  3. تعزيز إنتاج السائل المنوي .

أهمية هرمون الحليب لدى النساء

يلعب ( البرولاكتين ) دوراً كبيراً و هاماً في أجسام النساء ، و تتلخص وظائفه لديهن فيما يلي :

  1. تعزيز نمو الثديين : يبدأ نمو أنسجة الثديين عند الإناث في مرحلة البلوغ ، و تستمر تلك الأنسجة بالتغير طيلة حياتهن ، و تظهر هذه التغيرات واضحة في مرحلة الحمل ؛ حيث تبدأ عملية تهيئة الثديين لتكوين الحليب من أجل الإرضاع ، و ليتم ذلك بشكل صحيح ؛ يجب احتواء الثديين على غدد ثديية صحية سبق تكوينها في مرحلة نمو الثدي ، و بالاشتراك مع هرمونات أخرى ؛ يقوم هرمون البرولاكتين بتهيئة هذه الغدد و توسيعها من أجل تكوين الحليب و الاحتفاظ به . و لعلّ من أهم الهرمونات التي تقوم بذلك إلى جانب البرولاكتين هي :
  • هرمون النمو.
  • هرمون الاستروجين .
  • هرمون البروجيسترون .
  • هرمون الغدة الدرقية .
  1. تحفيز إنتاج الحليب : و هذه هي الوظيفة الأبرز لهرمون الحليب الطبيعي ؛ حيث أن إنتاج الحليب يزداد لدى النساء في مرحلة الحمل ، و خاصة في الشهور الأخيرة و ما بعد الولادة ، و يرجع ذلك إلى انخفاض نسبة هرمون الاستروجين ، و هرمون البروجيسترون ؛ الأمر الذي يدفع هرمون البرولاكتين إلى إنتاج اللاكتوز و البروتينات اللازمة لإنتاج الحليب .
  1. تنظيم الحمل : قد تساهم الرضاعة الطبيعية المستمرة ، و استمرار إفراز هرمون البرولاكتين في منع حدوث الإباضة الشهرية، و بالتالي منع الحمل خلال فترة الرضاعة ، مما يساهم في المباعدة بين الأحمال .
  1. تثبيت الحمل : يقوم  ( البرولاكتين ) بتحفيز الجسم الأصفر،  و بقوم الآخر بدوره بإنتاج هرمون البروجيسترون الذي يعمل على تثبيت الحمل  .
  1. تعزيز نمو الجنين و تطوره : تعد العلاقة وثيقة بين البرولاكتين و مرحلة الحمل ؛ فإلى جانب دور هرمون البرولاكتين الفعال في تثبيت الحمل ، فهو يعمل على دعم تطور الجنين دماغياً ، و مناعياً ، ليشابه أداؤه أداء هرمون النمو في فعاليته .

 

وظائف هرمون الحليب المشتركة بين الجنسين

يقوم البرولاكتين بوظائف مشتركة بين الجنسين ؛ الذكر ، و الأنثى ، نعرض لكم منها ما يلي :

  • تحسين عمل الجهاز المناعي : يشارك هرمون البرولاكتين في الاستجابة المناعية كجزيء إشارة ؛ حيث يساعد الخلايا المناعية على الانقسام و التكاثر ، كما أنه ينظم استجابة جهاز المناعة في حالات المرض ، و – على وجه الخصوص – في حالات الإصابة بأمراض المناعة الذاتية  .
  • المساعدة على التقليل من الإجهاد البدني : إذ أن إفراز هرمون الحليب يزداد بازدياد الإجهاد البدني ؛ و يعمل هذا الأمر على موازنة هرمون البرولاكتين مع هرمون الإجهاد ( الكورتيزول ) ، إضافة إلى كون إفراز هرمون البرولاكتين يزداد مع الاتصال الجسدي بين الطفل و الأم المرضع عند ممارسة الرضاعة الطبيعية ، مما يقلل الشعور بالتعب و يعزز الإحساس بالاسترخاء .
  • تهيئة الوالدين ( الأم و الأب ) لاستقبال طفلهما : أثبتت الدراسات الحديثة أن هرمون البرولاكتين قادر على تغيير الإشارات الدماغية للأم و الأب عند اتصالهما بطفلهما الرضيع ، مما يحسن من اختيارهما للسلوك المناسب لتنشئة الطفل و تربيته .
  • تنظيم انتقال السوائل و المواد المذابة بين خلايا الجسم : لم يتمكن العلماء من تحديد الآلية الدقيقة التي يعمل بها البرولاكتين حول تنظيم انتقال الماء و الغذاء عبر أغشية الخلايا في أجسام الثدييات ، إلا أنهم يرجحون وجود علاقة بينه و بين نقل المواد المذابة في مراحل الحمل الأخيرة ؛ بهدف تهيئة الأم لعملية الإرضاع بعد الولادة .
  • الحفاظ على صحة الدماغ ، و تعزيز الذاكرة : تساهم النسب المستقرة و الطبيعية من هرمون البرولاكتين في الحفاظ على صحة الذاكرة، و الوقاية من الإصابة بالزهايمر .
  • قد يعمل هرمون الحليب كفاتح للشهية ؛ إلا أن ذلك لم يثبت بعد ، على الرغم من إشارة بعض الدراسات إلى وجود علاقة بين السمنة و ارتفاع البرولاكتين ، و لكن دون وجود دليل قاطع و واضح على ذلك .

النسب الطبيعية لهرمون الحليب لدى الجنسين

بطبيعة الحال ؛ تختلف النسب الطبيعية لهرمون البرولاكتين بين الذكور و الإناث ،كما تختلف أيضاً بين النساء الحوامل و غير الحوامل ، و تتوزع كما يلي :

عند الرجال : تعتبر نسب ( البرولاكتين ) طبيعية إذا كانت أقل من ١٥ نانوجرام / مليلتر .

لدى النساء غير الحوامل : تعتبر نسب ( البرولاكتين ) طبيعية إذا كانت أقل من ٢٥ نانوجرام / مليلتر .

عند النساء الحوامل : تتراوح نسب ( البرولاكتين ) الطبيعية ما بين ٣٤ – ٣٨٦ نانوجرام / مليلتر  .

اختلالات نسب هرمون الحليب و أسبابها

تختل نسب البرولاكتين الطبيعية في الجسم إما بالارتفاع أو الانخفاض ، و يؤثر ذلك على عدة وظائف في الجسم ، و يرجع السبب في حدوث تلك الاختلالات إلى عوامل عدة ، منها :

  1. أورام الغدة النخامية الحميدة ؛ حيث تحفز تلك الأورام الغدة النخامية على إفراز كميات زائدة و كبيرة من هرمون الحليب ، و عادة ما تسمى بالأورام البرولاكتينية .
  2. وجود إصابة أو تهيج في الثدي ، إما بسبب جرح ما ، أو بسبب ارتداء حمالة صدر غير مناسبة لحجم الثديين .
  3. التدليك المبالغ به للثديين ؛ قد يغير ذلك من نسبة ( البرولاكتين ) في الجسم .
  4. تناول بعض الأدوية ؛ كأدوية الاكتئاب ، و علاجات ارتفاع ضغط الدم .
  5. وجود أمراض لها تأثير على الجزء الدماغي المسؤول عن الغدة النخامية .
  6. اضطرابات الشهية .
  7. أمراض الكليتين .
  8. التليف الكبدي
  9. تكيس المبايض المتعدد ( PCOS) .

انخفاض هرمون الحليب ( البرولاكتين )

يعد انخفاض هرمون الحليب أو نقص البرولاكتينيوم حالة صحية نادرة الحدوث ، لكنها قد تحدث بسبب وجود خمول في الغدة النخامية المسؤولة عن إنتاجه ، أو بسبب تناول بعض الأدوية التي تقلل من إفراز الحليب بعد الولادة ، و من هذه الأدوية :

  • علاجات الصداع الشديد المحتوية على الألوكوليد .
  • ليفودوبا ؛ و هو الدواء الذي يستخدمه مصابو متلازمة باركنسون .

أما عن الأضرار الجانبية لانخفاض البرولاكتين؛ فإلى الآن لم تُرصد بعد أية أضرار فعلية لذلك.

ارتفاع هرمون الحليب ( البرولاكتين )

يعد فرط برولاكتين الدم (Hyperprolactinemia) حالة صحية يرتفع فيها هرمون الحليب عن مستوياته الطبيعية في الجسم ، و يعزى ذلك إلى وجود أورام حميدة في الغدة النخامية ؛ تتسبب في فرط إفراز هرمون الحليب ، أو تناول بعض الأدوية .

أما عن أعراض ارتفاع هرمون الحليب ؛ فتنقسم إلى أعراض خاصة بالنساء ، و أخرى للذكور ، و فيما يلي بيان لكل منها :

أعراض ارتفاع البرولاكتين لدى النساء :

  1. تأخر الدورة الشهرية عن موعدها ، و الإحساس بالهبّات الساخنة .
  2. نوبات صداع مفاجئة .
  3. ضعف البصر.
  4. جفاف المهبل ؛ مما يؤدي إلى الشعور بالألم عند الجماع .
  5. ظهور الشعر بشكل زائد على الوجه و باقي أجزاء الجسم .
  6. ظهور حب الشباب على الوجه .
  7. خروج إفرازات حليبية من الثديين للعزاء، أو المرأة غير المرضع .

أعراض ارتفاع البرولاكتين لدى الرجال :

  1. نوبات صداع مفاجئة .
  2. فقدان الرغبة الجنسية .
  3. مشكلات في الخصوبة .
  4. ألم في الثدي مصاحب لإفرازات حليبية .
  5. ضعف البصر .
  6. ضعف في القدرة الجنسية .
  7. تغير انتظام شعر الوجه و الجسم و توزيعه .

و من الجدير بالذكر أن ارتفاع هرمون الحليب قد يتسبب في حدوث مضاعفات خطيرة لدى الجنسين،  تتمثل بما يلي :

  1. الانخفاض الحاد في الرغبة الجنسية إلى حدّ يمنع الانتصاب عند الرجال .
  2. العقم .
  3. انعدام الخصوبة لدى النساء ؛ بسبب اختلال عملية الإباضة .
  4. إعاقة إفراز الهرمون العامل على إخراج البويضة من الجريب الناضج في المبيض (Luteinizing Hormone – LH)
  5. انخفاض إنتاج هرموني البروجيسترون ، و الاستروجين .

 

علاج ارتفاع هرمون الحليب

تختلف طريقة علاج ارتفاع البرولاكتين بناءً على المسبب له ، و في بعض الحالات قد لا يحتاج المريض لتناول أي علاج دوائي ، أما في حالات أخرى ؛ فيتعين عليه الحصول على علاج يحدده له الطبيب المختص ، مثل :

  1. علاج الأورام البرولاكتينية : و يكون ذلك إما بالأدوية ، أو بالجراحة ، أو بالإشعاع في حالة عدم الاستجابة للعلاجات السابقة .
  2. علاج اعتلالات الغدة الدرقية (قصورها) : و يكون ذلك بصرف علاج هرمون الغدة الدرقية الصناعي ، و الذي يعيد البرولاكتين إلى مستوياته الطبيعية .
  3. علاج ارتفاع هرمون البرولاكتين الناجم عن الأدوية : و يكون ذلك بصرف أدوية بديلة يحددها الطبيب بناء على الحالة الصحية للمريض .

المراجع :

مرجع 1 ,


اكتشاف المزيد من LoveyDoveye

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.