يعد هرمون التستوستيرون من أهم الهرمونات في جسم الإنسان على اختلاف الجنس بين الذكور و الإناث ،
و تتعدد المشكلات الصحية المتعلقة به ؛ و التي تؤثر بطبيعة الحال على بعض وظائف الجسم الجنسية – إن لم تكن جميعها – .
فما هو هذا الهرمون؟ و ما أهم المعلومات المرتبطة به ؟ و كيف يؤثر على الصحة الجنسية للرجال و النساء ؟ في هذا المقال سنتعرف و إياكم على إجابات الأسئلة السابق طرحها و أكثر .
المحتويات
دور هرمون التستوستيرون في أجسام الذكور و الإناث .
اختبار مستويات التستوستيرون في الجسم .
العوامل المؤثرة على مستويات التستوستيرون في الجسم .
أهمية هرمون التستوستيرون لدى الرجال .
تعريف هرمون التستوستيرون ( هرمون الذكورة )
هو الهرمون الجنسي (الأندروجين) الذي يتم إنتاجه من الغدد التناسلية ( الخصيتان عند الرجال ، و المبايض عند النساء )
بتنظيم من الغدة النخامية ، و تحت المهاد ، و يتحكم بظهور صفات الذكورة بشكل أساسي ، وخصائص ثانوية أخرى .
و يقسم إلى نوعين متواجدين في الدم :
- التستوستيرون الحر : و يعرف أيضاً بالتستوستيرون غير الكيميائي ، و هو الأقل تواجداً في الدم .
- التستوستيرون المستقر ( الثابت ) : و هو الذي يشكل ما نسبته ٩٨% من التستوستيرون الكلي في الدم ، و عادة ما يرتبط بأحد البروتينات التالية : الألبومين ، و الجلوبيولين المرتبط بهرمون (SHBG) الجنسي .
دور هرمون التستوستيرون في أجسام الذكور و الإناث
يلعب هرمون التستوستيرون دوراً هاماً و كبيراً جداً في أجسام الذكور ؛ لهذا عادة ما يطلق عليه (هرمون الذكورة) ،
و يبدو دوره واضحاً أيضاً في أجسام الإناث ، فما هو دوره ؟ الإجابة فيما يلي :
- إنتاج الحيوانات المنوية : يعد تواجد هرمون التستوستيرون في الجسم بمستوياته الطبيعية ضرورياً جداً في إنتاج الحيوانات المنوية في الخصيتين ؛
إذ تؤدي الزيادة الكبيرة ، و النقصان الحاد كذلك إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية التي يتم إنتاجها .
- تطوير البويضات في المبايض : لم يتوصل العلماء بعد إلى صورة واضحة لتأثير هرمون التستوستيرون على تطوير البويضات في المبايض لدى السيدات ؛
لكن الدراسات الحالية أثبتت أن هرمون التستوستيرون يمكنه منع الموت المبكر للبويضة في المراحل الأولى من نمو الجريب .
- تعزيز الرغبة الجنسية : يرتبط مستوى هرمون التستوستيرون في الجسم بعلاقة طردية مع الرغبة الجنسية ؛ إذ تزداد الرغبة الجنسية بازدياد هرمون التستوستيرون .
- زيادة الكتلة العضلية : يساهم هرمون التستوستيرون في بناء كتلة العضلات ،
و يظهر ذلك جيداً في الفرق الواضح بين الكتلة العضلية لدى الرجال ، و الكتلة العضلية لدى النساء ؛
إذ تفوق الأولى الأخرى بسبب زيادة هرمون التستوستيرون في جسم الرجل عنه في جسم المرأة .
- زيادة القدرة على تحمل الألم : يلعب هرمون التستوستيرون دوراً مهماً في تخفيف الشعور بالألم لدى الرجال والنساء .
- القدرة على التعلم ، و تقوية الذاكرة : يوجد ارتباط وثيق بين هرمون التستوستيرون و القدرة على التعلم ، و كذلك الذاكرة ،
خاصة تلك التي تتعلق بالمعلومات المكانية (الذكاء المكاني) ، و قد يجعل ذلك الذكور الذين يعانون من نقص غير طبيعي في هرمون التستوستيرون أكثر عرضة لخطر صعوبات التعلم . اقرأ : الصحة العقلية
- الذكاء العاطفي و التعاطف المعرفي : و يعتمد ذلك على القدرة على التعرف على مشاعر الأفراد من خلال لغة الجسد ، و تعابير الوجه و العينين ،
و ترتبط هذه المهارة عكسياً مع مستوى هرمون التستوستيرون ؛ إذ يقل التعاطف المعرفي بارتفاع الهرمون ،
هذا ما يجعل الرجال أقل امتلاكاً لمهارة الذكاء العاطفي من النساء .
إضافة إلى ما سبق ، يرتبط هرمون التستوستيرون بظهور بعض الصفات الذكورية الثانوية ؛
و التي تشتمل على زيادة نمو الشعور في الوجه و مناطق الجسم المختلفة ، و خشونة الصوت ، و زيادة البنية العضلية ، و كذلك زيادة حجم العظام ، و التغير في توزيع الدهون في الجسم ،
و تظهر هذه الخصائص الثانوية عادة خلال فترة البلوغ لدى الذكور ؛ بسبب الزيادة العالية في إنتاجه ،
أما عن الإناث ؛ فعادةً ما تتساوى مستويات التستوستيرون لديهن مع الذكور في مرحلة قريبة ما بعد الولادة (حديثي الولادة) ،
و قد ترتفع لديهن مستوياته في مراحل عمرية لاحقة ، لتتسبب في ظهور حب الشباب ، و نمو الشعر على الوجه بشكل زائد .
اقرأ : هرمون الاستروجين (هرمون الأنوثة)
اختبار مستويات التستوستيرون في الجسم
يتم فحص مستويات هرمون التستوستيرون في الدم عن طريق أخذ عينة من دم الشخص الخاضع للاختبار ، و من ثم إعطاؤها للمختبر ليقوم بفحصها ،
و يجب التنويه إلى أن النتائج قد تختلف من مختبر إلى آخر ؛ لذا، يجب على الشخص القائم بالاختبار عرض نتيجة فحصه على طبيبه المختص و مناقشتها معه .
أما عن المستويات الطبيعية لهرمون التستوستيرون في الجسم ؛
فإنها تتراوح عند الرجال في سن التاسعة عشر فما فوق بين (٢٤٠-٩٥٠) نانوغرام / ديسيلتر كتستوستيرون إجمالي ،
أما التستوستيرون الحر فيتراوح بين (٩-٣٠) نانوغرام / ديسيلتر، و يبلغ هرمون التستوستيرون أعلى مستوياته في الجسم في مرحلة البلوغ ، ثم يبدأ بالانخفاض بعد تجاوز سن الثلاثين .
و عند النساء ؛ فيتراوح إجمالي التستوستيرون في جسم المرأة في سن التاسعة عشر فما فوق بين (٨-٦٠) نانوغرام / ديسيلتر، و التستوستيرون الحر بين (٠.٣-١.٩) نانوغرام/ ديسيلتر .
و من الجدير بالذكر أن مستويات هرمون التستوستيرون في أجسام الرجال تزيد بمقدار ٢٠ ضعف تقريباً عنها في أجسام النساء ،
إلا أن التعرض لمشكلات زيادة هرمون التستوستيرون أو نقصانه تشمل كلا الجنسين ، و تتسبب بآثار صحية سلبية عليهما ؛
كأن يؤدي نقصان هرمون التستوستيرون إلى العقم عند الرجال ، و أن تؤدي زيادته إلى العقم عند النساء .
العوامل المؤثرة على مستويات التستوستيرون في الجسم
تتأثر مستويات هرمون التستوستيرون في الجسم سواء بالزيادة أو النقصان بسبب عوامل عدة ،
و تختلف هذه العوامل باختلاف الجنس المقصود ؛ ذكر أم أنثى ، و فيما يلي تفصيل لكل منها :
لدى النساء ؛ تتعلق مشكلات هرمون التستوستيرون بزيادته عن مستوياته الطبيعية ، و تحدث هذه الزيادة غير الطبيعية بسبب أحد العوامل التالية :
- تكيس المبايض (PCOS) .
- تناول المنشطات .
- أورام المبايض .
- تضخم الغدة الكظرية الخلقي (CAH ) .
- أورام الغدة الكظرية .
- أورام الرحم الليفية.
- انقطاع الطمث ؛ و يعد هذا العامل هو الأكثر شيوعاً .
و عندما ترتفع مستويات هرمون التستوستيرون عن الحد الطبيعي لدى النساء ، فإن عدداً من الأعراض يمكن ظهورها ، مثل :
- ميلان البشرة إلى الدهنية و ظهور حب الشباب .
- صغر حجم الثدي .
- تغير و عدم انتظام الدورة الشهرية .
- بروز و انتفاخ في الأعضاء التناسلية .
- تغير توزيع الدهون و تغير شكل الجسم العام .
- ظهور زيادة في نمو الشعر على الوجه و باقي أجزاء الجسم .
- حدوث تصلّع (صلع) في مقدمة الشعر .
- زيادة البنية العضلية .
- ميلان الصوت إلى الخشونة .
و في أجسام الرجال ؛ يعد هرمون الذكورة ( التستوستيرون ) عرضة للانزياح عن مستوياته الطبيعية بسبب عدة عوامل ، منها :
- أورام الغدة الكظرية .
- أورام الخصيتين .
- تعاطي المنشطات الجنسية .
- الاتصال الجنسي بشريك يتعاطى المكملات الموضعية للتستوستيرون . اقرأ عن الصحة الجنسية
- تناول مكملات التستوستيرون .
- التقدم في العمر ( ٥٠ عاماً فما فوق ) .
- الوزن الزائد أو السمنة . اقرأ : أفضل أنظمة فقدان الوزن
- إدمان التدخين .
- الأمراض المتعلقة بالكروموسومات ؛ مثل متلازمتي كولمان ، و كلاينفيلتر .
- اعتلالات الغدة النخامية .
- مشاكل الخصيتين المعلقة أو غير النازلة ، أو تلك التي تختفي أحياناً مع تقدم الزمن .
- ارتفاع تركيز الحديد في الدم .
- العلاج الكيماوي للأورام السرطانية ، أو العلاجات الأخرى للسرطان .
- تناول بعض العقاقير الطبية .
- التعرض لبعض الجراحات الطبية .
- التوتر العالي ، و الضغط النفسي الشديد .
أهمية هرمون التستوستيرون لدى الرجال
عادة ما تظهر أهمية هرمون التستوستيرون لدى الذكور في مرحلة البلوغ ؛
فتظهر عليهم العديد من التطورات الجسدية المتمثلة في الصوت الخشن ، و النمو الزائد للشعر في مختلف أجزاء الجسم ،
ايضا بروز تفاحة آدم ، و زيادة البنية العضلية و كتلة العظام و كثافتها ، و الزيادة في الطول ، و نمو الأعضاء التناسلية (القضيب و الخصيتين) ،
و تطوير الحيوانات المنوية و إنتاجها ، و زيادة الرغبة الجنسية ، و زيادة خلايا الدم الحمراء ،
و تنظيم طريقة توزيع الدهون في أجزاء الجسم المختلفة ، و قد تحدث تقلبات مزاجية كثيرة و متكررة في تلك المرحلة .
تنقسم المشكلات الصحية المتعلقة بهرمون التستوستيرون لدى الرجال إلى قسمين : مشكلات متعلقة بانخفاض هرمون التستوستيرون ، و مشكلات متعلقة بارتفاع هرمون التستوستيرون ، و فيما يلي بيان لكل منهما :
- انخفاض هرمون التستوستيرون لدى الرجال
يمثل انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون في أجسام الرجال مشكلة صحية كبيرة ، إذ يحدث بسبب عوامل عدة سبق ذكرها في هذا المقال ،
كالتقدم في السن ، و التعرض للإصابة في الأعضاء التناسلية ، أو الإصابة ببعض الأمراض المزمنة (كالسكري من النوع الثاني مثلاً ) ، أو الأمراض الجينية و الكروموسومية .
أما عن أعراض انخفاض هرمون التستوستيرون لدى الرجال ؛ فيمكن تلخيصها بما يلي :
- قلة عدد الحيوانات المنوية .
- الانخفاض الشديد في الرغبة الجنسية .
- الإصابة بالضعف الجنسي .
- ظهور انتفاخ و تورم في منطقة الثدي .
- تعرض الشعر للتساقط بكثرة .
- نقصان في الكتلة العضلية .
- الشعور بالضعف و التعب .
- زيادة الدهون في الجسم ، و تغير توزيعها .
- انخفاض الثقة بالنفس ، و الشعور بالاكتئاب .
أما عن مضاعفات الانخفاض الحاد في هرمون التستوستيرون ؛
فتتمثل بهشاشة العظام ، و انقباض الخصيتين (انكماشهما ) ، و التقلبات المزاجية ، و كذلك فقدان الطاقة بشكل عام .
و في حالات انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال ؛ يقوم الطبيب المختص بصرف علاج تعويضي للتستوستيرون يؤخذ عن طريق الحقن ،
أو على شكل لصقات ، أو حتى على شكل كريم أو جل موضعيين ، أو حبوب تزرع داخل الجسم ، أو كبسولات فموية ؛ و ذلك تبعاً للحالة الصحية .
- زيادة هرمون التستوستيرون لدى الرجال
تعد الإصابة بارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال من الحالات الصحية نادرة الحدوث ،
إلا أنها يمكن أن تحدث ، و يعزز سبب ذلك إلى مقاومة الأندروجين ، أو الإصابة بتضخم الغدة الكظرية الخلقي ، أو بعض الأورام السرطانية أو الليفية .
و تؤدي المستويات المرتفعة من هرمون التستوستيرون لدى الذكور إلى حدوث البلوغ المبكر ؛ أي البلوغ قبل سن التاسعة من العمر .
معلومات عامة :
- تختلف مستويات هرمون التستوستيرون الإجمالية خلال اليوم الواحد ؛ إذ تكون مرتفعة في الصباح الباكر ، و منخفضة عن ذلك في ساعات المساء و الليل .
- يستخدم التستوستيرون في علاج بعض حالات سرطان الثدي لدى النساء ، و كذلك في العلاج الهرموني لبعض حالات التحول الجنسي لدى الرجال .
- يمكن استخدام التستوستيرون لعلاج الضعف الجنسي لدى كبار السن ، و الناجم عن انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون نتيجة التقدم في العمر .
- يلجأ بعض الرياضيين إلى استخدام التستوستيرون بشكل غير قانوني ؛ بهدف زيادة بناء الكتلة العضلية ، و تحسين الأداء الجسدي ، إلا أن ذلك قد يتسبب في حدوث مشكلات صحية خطيرة .
- إن الكثير من مكملات التستوستيرون التي تباع عبر المواقع المختلفة مزيفة و خطيرة ، حتى و إن لم تكن كذلك ، فهي تشكل خطراً على من يلجأ إلى تعاطيها دون استشارة طبية .
- قد تؤدي الزيادة المفرطة في هرمون التستوستيرون في الجسم إلى العقم عند الرجال ، كما الأمر نفسه عند النساء .
المراجع :
اكتشاف المزيد من LoveyDoveye
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.