الإسعافات الأولية

تبرز أهمية الإسعافات الأولية عندما يتعرض الفرد منا إلى مواقف و حوادث عديدة خلال يومه ، و قد يقف البعض عاجزاً أمام الأضرار البشرية التي خلفتها هذه الحوادث ، مما قد يتسبب في فقدان أحدهم حياته ، أو تأزم حالته الصحية التي لم تكن لتصل إلى هذه المرحلة لو تم التدخل مبكراً و القيام بإسعاف المصاب .

إن تعلّم القيام بالإسعاف الأولي في مثل هذه المواقف كثيراً ما ينقذ حياة المصاب ، أو يحميه من تطور إصابته البسيطة و تحولها إلى ضرر كبير ،

اقرأ أيضاً: هرمون النمو

و في هذا المقال ؛ سنتعرف و إياكم على الإسعافات الأولية اللازم القيام بها عن وقوع حوادث مختلفة .

المحتويات:

تعريف الإسعاف الأولي

واجبات الشخص المُسعِف

كيفية التعامل مع إصابات الحوادث المختلفة

الإسعاف الأولي :

هو المساعدة التي يقدمها الشخص المسعِف – بما يتوفر لديه من إمكانيات و أدوات –

للشخص المصاب بفعل حادث معين أو حالة صحية طارئة خلال الدقائق الأولى من الحادث ، لحين وصوله إلى المستشفى ،

و يتعين على الشخص المُسعِف امتلاكه لقدر جيد من الخبرة في التعامل مع حالة المصاب.

واجبات الشخص المُسعِف :

إلى جانب أدواته و مستلزماته الطبية ؛ يحتاج المسعِف إلى معرفة بعض الأمور التي يتوجب عليه القيام بها عند تقديم الإسعافات الأولية للمصاب ، و هي :

١.تدوين اسم المصاب ، و تاريخ الحادث ، و نوع الإصابة .

٢.ضبط الأعصاب و التحلي بالهدوء و عدم التوتر .

٣.تقييم الإصابة و تقرير الإسعاف الأولي اللازم لها .

٤.الإسراع في عملية الإسعاف بما لا يؤثر على هدوء الأعصاب و إتقان العمل .

٥..الحفاظ على حياة المصاب هي الأولوية القصوى .

٦.تخفيف الآلام الناجمة عن الإصابة و تقليلها .

٧.محاولة منع حدوث أي مضاعفات بسبب الإصابة .

٨.تجنب إهمال أي إصابة حتى لو كانت بسيطة جداً .

٩.يفضل إسعاف المصاب في مكان الحادث ما أمكن ذلك ( باستثناء حوادث الحريق ، و انهيار المباني ) .

١٠.يعامل المصاب معاملة الشخص الحي ؛ إلا إذا ثبتت وفاته منذ ساعات طويلة .

١١.يفضل عدم خلع ملابس المصاب ما لم تعيق عملية الإسعاف .

١٢.لا يقدم للمصاب أي نوع من الأطعمة أو المشروبات قبل نقله للمستشفى؛ لأنه قد يحتاج لعملية تتطلب صياماً تاماً من أجل التخدير .

١٣.ينبغي التعامل مع الإصابات حسب الأولوية؛ كأن تقدم خدمات الإسعاف لحالات الاختناق ، و النزيف ، و الصدمة قبل أية إصابات أخرى .

و بمجرد أن يصبح المسعف جاهزاً لتقديم الخدمة ، يتوجب عليه إجراء فحص عام للمصاب ؛

إذ يشتمل الفحص العام على عدة خطوات ينبغي اتباعها توالياً للتمكن من تشخيص الإصابة و إسعاف المصاب ، و هذه الخطوات هي :

١ : فحص درجة الوعي :

توجد علاقة طردية بين درجة إصابة المصاب و درجة وعيه و استجابته ، إذ تقدم درجة الوعي دلالات مهمة من أجل تشخيص الإصابة.

اقرأ اثر التكنولوجيا على دماغ الانسان

٢ : وفحص النبض :

يتراوح النبض الطبيعي ما بين ٦٠ إلى ١٠٠ نبضة في الدقيقة .

٣ : وايضا فحص ضغط الدم :

باستخدام جهاز قياس الضغط ، و تتراوح قراءات ضغط الدم الطبيعي ما بين (٦٠-٩٠) للضغط الانبساطي، و (١٠٠-١٤٠) للضغط الانقباضي . اقرأ المزيد عن ضغط الدم : ارتفاعه و هبوطه

٤ : فحص درجة الحرارة :

تتراوح درجة حرارة الجسم الطبيعية ما بين ٣٦.٥ إلى ٣٧.٥ و تعطي التغيرات في درجة الحرارة مؤشرات مهمة لحالات مرضية كثيرة.

٥ : فحص لون الجلد :

تتغير دلالات الإصابة بتغير لون الجلد ؛ فاحمرار الجلد ينتج عن الحروق ، أو التسمم ، أو ارتفاع درجة الحرارة ، أو الحساسية تجاه شيء ما ،

أما شحوب الجلد (اللون الأبيض) فيدل على التعرض للخوف ، أو الصدمة ، أو فقدان كمية من الدم بسبب النزيف ،

و اصفرار الجلد يوحي بإصابات الكبد ، أو التسمم أو أمراض الغدة الصفراء ، أما عن ازرقاق الجلد فهو دليل على نقص الأكسجين في الدم ( الاختناق) .

٦ : وكذلك فحص بؤبؤ العين :

يتم فحص توسع بؤبؤ العين لكلتا العينين ، إذا ظهر توسع للبؤبؤ في إحدى العينين فهذا دليل على وجود نزيف داخل الجمجمة من هذا الجانب ،

و إذا ظهر تقلص في بؤبؤ العين ، فهذا يدل على التسمم بسبب الكحول أو المخدرات او المهدئات، اقرأ المزيد عن الإدمان

أما إذا لم يظهر البؤبؤ أي استجابة تجاه الضوء ؛ فهذه علامة على وجود إصابة في الدماغ.

 

٧ : فحص الصدر :

و يتم ذلك من خلال مراقبة حركة الصدر عند التنفس ، إذ يتراوح المعدل الطبيعي ما بين ١٢ إلى ١٦ حركة في الدقيقة الواحدة ،

و أي تغير في هذا المعدل يدل على التعرض للاختناق ، أو كسر في الأضلاع ، أو حساسية في القصبات الهوائية.

٨ : بالإضافة لفحص التعرّق :

تختلف طبيعة العرق و التعرق باختلاف الإصابة ؛ ففي حالات الصدمة يكون العرق بارداً و رطباً ،

أما في حالات ضربة الشمس أو ارتفاع نسبة سكر الدم ؛ فيكون العرق حاراً و جافاً . اقرأ عن السكري : ارتفاع سكر الدم

٩ : فحص الألم :

عدم الشعور بالألم عند الإصابة قد يكون مؤشراً على حدوث خلل في الجهاز العصبي .

١٠ : فحص حركة أجزاء الجسم :

قد تساعد مراقبة حركة أطراف الجسم أو العمود الفقري في تحديد الإصابة .

١١ : فتح مجرى التنفس :

و يكون ذلك بإنزال جبهة المصاب للأسف، و رفع ذقنه للأعلى ، و التأكد من عدم وجود أي جسم يسد مجرى التنفس بتحريك الأصبع بحركة دائرية داخل فم المصاب .

 

١٢ : فحص التنفس :

عن طريق تقريب خد المسعف أو أذنه من فم المصاب ، بالتزامن مع النظر إلى حركة صدره و مراقبتها أثناء الشهيق و الزفير لمدة أقصاها ١٠ ثواني .

١٣ : فحص الدورة الدموية :

يتم تحري النبض لدى البالغين في منطقة الشريان السباتي في الرقبة ، و عند الأطفال و الرضع في منطقة العضد من الأمام مع الضغط فوق العظام بخفة .

*ملاحظة : يمكن لمسعف واحد القيام بما سبق ؛ لكن وجود مسعف ثان قد يجعل العملية أنجح .

 

كيفية التعامل مع إصابات الحوادث المختلفة

تختلف طريقة الإسعاف الأولي التي يجب القيام بها باختلاف الحادث الواقع ،

و فيما يلي بيان لأبرز الحوادث التي يتعرض إليها الناس بشكل شبه يومي ، و كيفية التعامل مع كل منها :

حوادث الجروح

يتكون جلد الانسان من طبقتين أساسيتين هما : البشرة ، و الأدمة التي تحتوي على جذور الشعر و الغدد الدهنية ،

و يشكل الجلد طبقة حامية للأنسجة الداخلية بوزن يقارب الثلاثة كيلوغرامات و نصف تقريباً ، و مساحة تقدر بمترين مربعين ،

و كثيراً ما يتعرض الجلد لجروح مختلفة ، و تنقسم الجروح إلى قسمين رئيسيين ؛

جروح مفتوحة ، و أخرى مغلقة ، سنتعرف على كلّ منها في الشرح التالي :

  • الجروح المفتوحة : هي الجروح التي يكون القطع فيها قد أصاب الأنسجة الداخلية بالإضافة إلى سطح الجلد ، و يصاحب ذلك نزيفاً شديداً.
  • الجروح المغلقة : هي الجروح التي تتضرر فيها الأنسجة الداخلية ، فيما يبقى الجلد فوق الجرح سليماً ،
  • و هذه الحالة تسمى ( كدمة ) ، و تكون مصحوبة بإزرقاق أو احمرار في مكان الإصابة بالإضافة إلى التورم و الألم الشديد.
و تتفرع الجروح المفتوحة إلى أنواع عدة :

١.السحجات 》و هي إصابة سطح الجلد بالكشط ؛ كالخدوش الطفيفة

٢.الجرح القطعي 》و هو الجرح الذي تسببه الأدوات الحادة ؛ كالسكاكين أو الزجاج .

٣.و الجرح الاقتلاعي 》و هو الذي يحدث نتيجة اقتلاع أحد أجزاء الجسم ؛ كالأصابع أو الأذن مثلاً.

٤.الجرح النافذ (الوخزي) 》و هو الذي تسببه الأجسام ذات الرؤوس المدببة ؛ كالإبر أو الشظايا ، و تعد هذه الجروح خطيرة بسبب نفذها إلى الأنسجة الداخلية العميقة ، فتصيب الأحشاء و تسبب نزيفاً حاداً .

٥.و الجرح الرضّي 》و هو الناتج عن التعرض لقوة خارجية راضة و جارحة ؛ كالحجارة و الحصى .

٦.الجرح الناري (المخترق) 》و هي التي تحدث عند التعرض لعيار ناري ، فيكون لها فتحتين ؛ مدخل و مخرج ، و يكون المدخل أصغر ، و قد يسبب هذا الاختراق كسوراً في العظام إذا مرّ بها ، و يمكن ظهور اسوداد في الجرح نتيجة دخول البارود إلى الجسم .

طريقة إسعاف الجرح المفتوح

١. التأكد من عدم وجود كسر في الطرف المصاب .

٢. وضع المصاب في وضعية مريحة و رفع الجزء المصاب .

٣. لا يسمح بإزالة أي جسم غريب موجود داخل الجرح .

٤. تنظيف المنطقة المحيطة بالجرح بمواد مطهرة أو ماء و صابون .

٥. تغطية كافة الجروح بالضمادات المناسبة ، ويمكن التعزيز بضماد إضافي( رباط ضاغط ) لمدة ١٠ دقائق كحد أقصى إذا استمر النزف.

طريقة إسعاف الجرح المغلق

١. التأكد من عدم وجود كسور أو إصابة في الأعضاء الداخلية في الجزء المصاب .

٢. رفع الطرف المصاب للأعلى مع المحافظة على راحة الشخص المصاب.

٣. وضع كمادات ماء باردة أو كيس ثلج على مكان الإصابة لتخفيف التورم.

٤. مراقبة درجة وعي المصاب و حالته العامة إلى حين الوصول للمستشفى .

 

حوادث اللدغ و العضّ من قبل الحيوانات و الحشرات

إذا كان المصاب قد تعرض لعضة حيوان لم يعرف نوعه بعد ، على المسعف أن يبحث أولاً عن مكان الخطر ،

ثم يقوم بتهدئة المصاب و تقليل صدمته ، و في حال كانت العضة صغيرة ، عليه أن يغسلها و يطهرها ،

وبعدها يقوم بتغطية الجرح بغطاء نظيف .

و في حوادث العض ، ينبغي على المسعف ألا يقوم بمص العضة ؛ لأن السمّ قد ينتقل إلى فمه إن كانت سامة ،

و عليه أيضا ألا يجرح مكان العضة ، وألا يستخدم الشريط الضاغط الذي قد يتسبب في بتر الطرف المصاب إذا تم ربطه بشكل ضيّق .

 

الإسعافات  الأولية عند الإصابة بلسعة النحل أو الدبور

١. إزالة إبرة الحشرة المغروزة في الجلد بواسطة الأظافر أو أداة مناسبة .

٢. تطبيق كمادة باردة على المنطقة المصابة و تطهيرها بكحول طبي .

٣. في حال كانت الإصابة في الحلق أو الفم ، ينبغي تطبيق الإسعاف الأولي و النقل إلى المركز الطبي بسرعة فائقة ؛ لأن اللسعة تتسبب في حدوث انتفاخ في الأوديما مما قد يسد مجرى التنفس و يؤدي للاختناق.

 

إسعاف الإصابة بعضة الكلب

١. تحديد مكان وقوع الخطر.

٢. تهدئة المصاب و تقليل صدمته عن طريق إخبار المسعف له أنه يستطيع مساعدته .

٣. نقل المصاب إلى أقرب مركز صحي .

 

الإسعافات الأولية عند الإصابة بلدغة العقرب أو لدغة الأفعى

١. تهدئة المصاب و طمأنته لتخفيف سرعة انتشار السم في الجسم و منع حدوث صدمة .

٢. الطلب من المصاب بأن يستلقي و يحافظ على هدوئه .

٣. الضغط على الجرح بهدف التخلص من الدم الملوث (المسمَّم ).

٤. غسل المنطقة المصابة جيداً و محاولة تطهيرها للتخلص من أكبر كمية ممكنة من السم .

٥. تطبيق كمادات باردة على منطقة الإصابة .

٦. إذا كانت الإصابة في أحد الأطراف ؛ يجب إبقاء الطرف ثابتاً دون حركة -باستخدام جبيرة مثلاً – ، و جعله بمستوى أدنى من الجسم .

٧. نقل المصاب إلى أقرب مركز صحي.

 

حوادث الاختناق

يعرّف الاختناق بأنه انعدام وصول الأكسجين إلى أنسجة الجسم بكمية كافية، أو قلة الكمية الواصلة ؛ بسبب انسداد مجرى التنفس من الفم أو الأنف .

و قد يحدث انسداد مجرى التنفس بسبب عوامل خارجية ، كالضغط من خارج الجسم على القصبة الهوائية في منطقة الرقبة (الخنق) ،

أو وجود ضغط على الصدر ( كما في كسور الأضلاع ) ، أو بسبب عدم القدرة على التحكم في حركة البطن و الصدر (كبقاء الشخص عالقاً تحت ركام منزل مهدّم ) .

.

و قد يكون سبب الانسداد عوامل داخلية ؛ كوجود أجسام غريبة في المجاري التنفسية ، أو حوادث الغرق ، أو التقيؤ الشديد ، أو حالات الربو العصبي الشديد .

تشتمل أعراض الاختناق على سرعة و صعوبة في التنفس ، و صدور أصوات غرغرة أو شخير عند التنفس، و ازرقاق لون الشفاه و الأظافر ، و كذلك خروج الزبد من الفم .

 

الإسعافات الأولية في حالات الاختناق

١. إبعاد المصاب عن مكان وقوع الحادث إلى مكان آمن .

٢. إزالة سبب الاختناق .

٣. فتح المجرى التنفسي و إزالة أي عائق .

٤. تطبيق عملية التنفس الاصطناعي.

٥. إذا كان المصاب عالقاً تحت ركام منزل منهار ؛ يجب إزالة الأتربة و الركام حتى الخصر على الأقل ، ليتمكن المصاب من التنفس .

 

حوادث السيارات

لعل حوادث السيارات من أكثر الحوادث شيوعاً و حدوثاً خلال اليوم الواحد ؛ لذا ؛ فإن الاطلاع على الإسعافات الأولية اللازمة لمصابي تلك الحوادث ضرورة ملحّة .

أولاً : تأمين مكان وقوع الحادث

1. البحث عن المصابين.

2. فحص المصابين بالسرعة الممكنة .

3. منع تفاقم الحادث ( إطفاء مصادر الاشتعال ،إطفاء محرك المركبة ، تثبيت عجلات المركبة بالحجارة لمنع انزلاقها، أيقاف سيارة المسعف على جانب الطريق و تشغيل الأضواء التحذيرية) .

ثانياً : تأمين المصاب

1. رفع أقدام المصاب عن الدواسات .

2. تحرير المصاب من حزام الأمان بفكّه أو قطعه إن لزم الأمر .

3. على المسعف أن يمرر ساعده تحت إبط المصاب من جهة باب المركبة ، و يرفع ذقنه إلى الأعلى براحة يده ، فيصبح رأس المصاب مائلاً إلى الخلف و مستنداً إلى كتفه الأخرى .

4. على المسعف أن يمرر ساعده الآخر تحت إبط المصاب من جهة السيارة من الداخل ، و أن يمسك بمعصم المصاب من ناحية الباب .

5. إدارة المصاب للخارج مع الانتباه إلى استقامة الرأس و الرقبة و الجذع .

6. الابتعاد عن المركبة و الحفاظ على إسناد جسم المصاب .

7. تمديد المصاب على سطح مستقيم ، و تجنب تحريك أي جزء من جسمه.

8. تطبيق الإسعاف الأولي اللازم.

9. طلب الإسناد الطبي .

 

المرجع


اكتشاف المزيد من LoveyDoveye

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.