أنواع الأمراض الصدرية ومسبباتها والوقاية منها

الأمراض الصدرية تهدد حياة الإنسان , تحتوي منطقة الصدر  في جسم الإنسان على العديد من الأعضاء الحيوية المهمة ،
و التي يعني تضررها الإخلال بعمل الأجهزة الحيوية المختلفة ،
و لعلّ أبرز المشكلات الصحية التي تظهر في تلك منطقة الصدر في الجسم هي ما يتعرض له الفرد من اعتلالات في الجهاز التنفسي عموماً ،
فما هي هذه المشكلات ؟ و كيف يمكن علاجها ؟

المحتويات

مفهوم الأمراض الصدرية.
فروع الأمراض الصدرية.
أنواع الأمراض الصدرية.
مسببات الأمراض الصدرية.
تشخيص الإصابة بالأمراض الصدرية.
الوقاية من الأمراض الصدرية.

ما المقصود بالأمراض الصدرية ؟

يقصد بالأمراض الصدرية تلك الاعتلالات التي تؤثر سلباً على الرئتين و أعضاء الجهاز التنفسي الأخرى ، فتؤثر على عملية التنفس ،
و تقلل القدرة على استنشاق الأكسجين الكافي للجسم ، و تسبب الشعور بألم أو وخز في الصدر .
و يندرج طب الصدرية تحت طب الباطنية ، و عادة ما يختص بعلاج مرضى الجهاز التنفسي الخاضعين للإنعاش الحيوي؛

إذ أن أطباء الأمراض الصدرية مدربين بشكل خاص للتعامل مع الأمراض الرئوية، و الأمراض الصدرية المعدية ، و حالات السل ، و الانسداد الرئوي، و غيرها ….

فروع الأمراض الصدرية .

1. الأمراض الخلقية في الجهاز التنفسي .
2. أمراض الجهاز التنفسي الناتجة عن العدوى ؛ و تتفرع إلى أمراض الجهاز التنفسي السفلي ، و أمراض الجهاز التنفسي العلوي .
3. الأمراض التحسسية ، و مرض الربو .
4. سرطانات الجهاز التنفسي، أو الأورام بشكل عام .
5. الأمراض التنفسية ذات العلاقة بجهاز الدوران ( القلب و الأوعية الدموية ) .
6. أمراض الصناعة ؛ كتحجر الرئة .

أنواع الأمراض الصدرية

أولا : اعتلالات المسالك الهوائية :

تؤثر هذه الاعتلالات على الشعب الهوائية التي تعمل على نقل الأكسجين و غازات أخرى من و إلى الرئتين ،
فتسبب انسدادها أو تضيّقها ؛ مما يؤثر على عملية التنفس لدى المريض .

و تندرج الأمراض التالية تحت اعتلالات الشعب الهوائية :

1. الربو: مرض تنفسي مزمن يؤدي إلى التهاب جدران الشعب الهوائية ، و الشعور بألم في الصدر نتيجة تضيقها ،

و من الأمور التي تزيد من سوء الحالة الصحية المتعلقة بالربو ؛ استنشاق الهواء الملوث ، و الأدخنة مختلفة المصادر ، و

التعرض لمسببات التحسس مثل الغبار و حبوب اللقاح ، بالإضافة إلى الإصابة بالأمراض التنفسية الأخرى؛ كالإنفلونزا مثلاً .

2. الانسداد الرئوي المزمن : مرض مزمن يؤثر على عملية الزفير التي تعمل على إخراج غاز ثاني أكسيد الكربون من الرئتين ، مما يؤدي إلى اختلال عملية التنفس ، و الشعور بألم في الصدر .

3. التهاب الشعب الهوائية المزمن : التهاب ناجم عن الانسداد الرئوي المزمن ؛ يتسبب في حدوث حالة من السعال الرطب الذي  يرافق المريض لفترة طويلة .

4. انتفاخ الرئتين : حالة مرضية أخرى ناجمة عن الانسداد الرئوي المزمن ؛ تتمثل في احتباس الهواء داخل الرئتين نتيجة تلفهما .

5. التهاب الشعب الهوائية الحاد : حالة مرضية مفاجئة تصيب المسالك الهوائية ؛ بسبب عدوى فيروسية .

6. التليف الكيسي : مرض يؤدي إلى زيادة كمية المخاط الذي تصعب إزالته من القصبات الهوائية ؛

مما يؤدي بشكل غير مباشر إلى الإصابة بالتهابات الرئتين بشكل متكرر .

ثانيا: اعتلالات الأنسجة الرئوية :

تؤثر هذه الاعتلالات على بناء النسيج الرئوي ؛ فتحدث فيه الندب أو الالتهابات التي تتسبب في عدم قدرة الرئتين على التمدد و إدخال الكميات اللازمة التي يحتاجها الجسم من الأكسجين ،

و كذلك إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون و طرده خارج الجسم ، و هذا يشكل ضغطاً على الصدر و شعوراً بالألم .

و من أهم الأمراض التي تؤثر على النسيج الرئوي :

1. مرض التليف الرئوي : تؤثر هذه الحالة المرضية على الأنسجة المحيطة بالحويصلات الهوائية في الرئتين ، و تلك الموجودة بينها ،

فتحدث فيها ندباً ، و تصعب عملية انتقال الأكسجين إلى مجرى الدم ،

و قد تزداد الحالة صعوبة و ضرراً بالتعرض للمواد السامة ، أو الإشعاع العلاجي ، و كذلك تعاطي بعض الأدوية .

2. مرض الساركويد : يعبر هذا المرض عن نمو تجمعات صغيرة لخلايا التهابية قد تظهر في أي مكان في الجسم ( الجلد ، العينين ، القلب ، و أعضاء أخرى عديدة… ) ،

لكنها تظهر عادةً في العقد اللمفاوية و الرئتين. و تسبب الشعور بألم حاد في الصدر .

ثالثا: اعتلالات الدورة الدموية الرئوية :

يستهدف هذا المرض الأوعية الدموية في الرئتين ؛ إذ يسبب لها الالتهابات ، و الندب ، و التخثر؛

فيعرقل عملية تبادل الأكسجين و ثاني أكسيد الكربون داخل الرئتين ، و قد يؤثر على وظائف القلب ،

و تندرج تحت هذه الاعتلالات حالة ارتفاع ضغط الدم الرئوي الذي يسبب ضيقاً تنفسياً شديداً .

رابعا: الاعتلالات الرئوية التي تصيب جدار الصدر :

إلى جانب ربط عضلات الصدر الأضلاع ببعضها البعض ؛ فإن للصدر دوراً مهماً جداً في عملية التنفس ،

إذ يرتفع الصدر و ينخفض الحجاب الحاجز مع كل عملية شهيق ،

لتتوسع الرئة إلى أكبر حجم يمكنه استيعاب أكبر كمية من الأكسجين .

و إن حدوث أي اعتلال في جدار الصدر يؤثر على التنفس ،

و من أبرز العوامل التي تسبب هذه الاعتلالات هي :

1. السمنة المفرطة : إذ تقلل السمنة و الوزن الزائد من القدرة على توسيع التجويف الصدري ، مما يؤثر على كفاءة عملية التنفس . اقرأ : فقدان الوزن
2. الاختلالات العصبية العضلية : و يقصد بها قصور الأعصاب عن القدرة على التحكم في العضلات التنفسية ،

فتختل عملية التنفس ، و يبدو الشعور بالألم في الصدر واضحاً ،

كما هو في حالات التصلب الجانبي الضموري ، و الوهن العضلي Myasthenia gravis .

خامسا: الاعتلالات الصدرية الأخرى

و تشمل ما يلي :
1. الإنفلونزا : هي عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي ، و على الرغم من أنها قابلة للتعافي خلال أيام ،

إلا انها قد تتسبب بإتلاف الرئتين ، و تشكل خطراً على الحوامل ، و الأطفال ، و كبار السن ، و الأشخاص الذين يعانون من الربو .

2. السلّ : هو التهاب رئوي متقدم تسببه البكتيريا الفطرية السلية Mycobacterium tuberculosis .

3. التهاب الرئة : هو التهاب قوي و حاد تسببه البكتيريا ، أو الفطريات ، أو الفيروسات ،

يتسبب في احتباس السوائل داخل الرئتين ؛ فيقلل من الأكسجين الواصل إلى الدم ،

و يعد كبار السن فوق ٦٥ عاما ً ، و الأطفال تحت سن العامين هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض .

4. أورام الرئة السرطانية : يبدأ الورم السرطاني عادة في الأكياس الهوائية في الرئة ،

ثم ينتشر إلى باقي أجزائها ، لكنه قد ينشأ في أي مكان آخر .

5. الضائقة التنفسية الحادة : تنجم عن إصابة مفاجئة في الجهاز التنفسي ،

و غالباً ما يحتاج مصابوها إلى الاستعانة بجهاز التنفس الصناعي إلى حين تعافيهم ؛

من الأمثلة عليها : مرض كوفيد ١٩ ( كورونا ) .

6. داء الرئة : يحدث بسبب تعريض الرئة لاستنشاق المواد الضارة ، و غالباً ما يصاب به عمال المناجم

التي تنتج الكثير من الأتربة و الغبار ؛ مثل داء الرئة السوداء الذي يصاب به عمال مناجم الفحم .

مسببات الأمراض الصدرية

تتعدد أسباب الأمراض الصدرية بتعدد أنواعها ، و لكن يمكن حصر العوامل المسببة للإصابة بالأمراض التنفسية لتشمل ما يلي :

1. إدمان التدخين : إلى جانب أضراره الكبيرة على الجسم و الصحة ؛ فإن التدخين من أكثر مسببات أمراض الجهاز التنفسي انتشاراً . اقرأ : الإدمان : أسبابه واعراضه وعلاجه

2. استنشاق الهواء الملوث : إذ يزيد تلوث الهواء من حالات الإصابة بالربو ، و أمراض الحساسية ، و انسداد الشعب الهوائية ، و غيرها .

3. التقاط العدوى البكتيرية أو الفيروسية : الكثير من الأمراض التنفسية التي تسببها البكتيريا أو الفيروسات تنتقل بين الأفراد عن طريق العدوى .

4. العوامل الوراثية : يلعب التاريخ المرضي للعائلة دوراً في انتقال الأمراض الصدرية من الآباء إلى الأبناء .

5. السمنة و الوزن الزائد : يتسبب الوزن الزائد في زيادة الضغط على الصدر ؛ مما يصعب القيام بعملية التنفس بالشكل الطبيعي السلس و المرن .

6. قلة النشاط البدني و عدم ممارسة التمارين الرياضية : إن قلة النشاط البدني تجعل الفرد يبدو متعباً و يتنفس بسرعة و صعوبة عند القيام بأي مجهود ولو كان بسيطاً ،

و يترافق ذلك مع شعور بألم أو وخز في الصدر عند التنفس . اقرأ : فوائد الرياضة وأنواعها

7. سوء الحالة النفسية : أثبتت الدراسات وجود علاقة بين اضطرابات التنفس و الحالة النفسية للفرد ؛ حيث أن العديد من الأمراض الصدرية تم إرجاؤها إلى أسباب نفسية و ليس إلى حالات مرضية .

8. بعض الإصابات المرضية : ترتبط الأمراض الصدرية بالعديد من الأمراض الأخرى ؛ كأمراض الكبد ، و القلب ، و الكلى، و فقر الدم ، و ارتجاع المريء ، و غير ذلك ….

9. تناول بعض أنواع الأدوية : إذ تؤثر بعض أنواع الأدوية على عملية التنفس و سرعة دقات القلب ، مما يؤثر على الرئتين و كفاءة عملهما .

10. وجود حساسية تجاه بعض الكيماويات ، أو الغبار ، أو المأكولات و المشروبات .

تشخيص الإصابة بالأمراض الصدرية

يعتمد الطبيب على عدة فحوصات يجريها لتحديد الإصابة بالأمراض الصدرية و ما يتعلق بها ؛ كنوع المرض و شدّته و غير ذلك ، و تشمل هذه الفحوصات ما يلي :

1. فحص وظائف الرئة (PFT): يقدم هذا الفحص معلومات عن كفاءة عمل الرئتين بالاعتماد على قياس حجميهما ،

و معدل تبادل الغازات خلالهما، و هذا ما يستند إليه الطبيب في تحديد نوع المرض .

2. فحص السعة الحيوية الإجبارية (FVC) : يعتمد هذا الفحص على استنشاق أكبر كمية ممكنة من الهواء ، ثم إطلاقها بأكبر قوة ممكنة للزفير .

3. فحص حجم الزفير الإجباري في الثانية الواحدة (FEV1) : يقوم هذا الفحص بقياس كمية الهواء الذي أُطلق بفعل الزفير في الثانية الأولى من فحص FVC .

4. فحص نسبة الزفير الإجباري في الثانية الواحدة إلى السعة الحيوية الإجبارية : يتمثل هذا الفحص بمقارنة نتيجة فحص FEV1 مع نتيجة فحص FVC ،

و تعتمد النتيجة على كون المرض التنفسي داخلياً أم خارجياً ؛ إذ تظهر النسبة النهائية طبيعية أو مرتفعة عند المصاب بأحد الأمراض الصدرية .

5. التصوير بالأشعة السينية : يتم تصوير منطقة الصدر، و الرئتين بالأشعة السينية .

6. التصوير المقطعي : تظهر هذه التقنية صوراً مقطعية لمنطقة الصدر ، و تعد الصور الناتجة أكثر تفصيلاً من تلك الناتجة عن التصوير بالأشعة السينية .

7. عملية تنظير القصبات الهوائية : يتم في هذه العملية فحص المسالك الهوائية و الرئتين ؛

عن طريق إدخال أنبوب مرن يحمل في مقدمته كاميرا صغيرة ( منظار ) من الفم أو الأنف ليصل إلى الشعب الهوائية داخل الرئتين.

الوقاية من الأمراض الصدرية

من المعروف أن الأمراض الصدرية لا تشفى ، و لكن يمكن التقليل من تبعاتها و أضرارها على الجسم باتباع النصائح التالية :

1. الالتزام باستخدام البخاخ الخاص بتوسيع المجاري التنفسية لمرضى الربو وفق وصفة الطبيب المتابع للحالة .
2.  الامتناع عن مشاركة الأغراض الشخصية مع الآخرين ؛ لتفادي انتقال العدوى التي تسببها الفيروسات أو البكتيريا .
3.  تجنب تناول الأدوية و العقاقير الطبية و المضادات الحيوية دون استشارة طبية .
4.  يمكن للمشروبات الدافئة أن تحسن من الوضع الصحي في حالات الانفلونزا ، و الزكام .
5.  إذا ازدادت الحالة الصحية سوءاً ، و خرج الوضع عن السيطرة ؛ استشر طبيبك فوراً .
6.  استخدام الوصفات الطبيعية المحضرة في المنزل للتخفيف من آلام الصدر ، أو للوقاية من الإصابة بالأمراض الصدرية التنفسية ، و من هذه الوصفات :

1. منقوع الزعتر الأخضر : يعمل على مكافحة السعال و الربو ، و مفيد للتخلص من البلغم و الغازات في المجاري التنفسية .
2. منقوع اليانسون : مضاد للالتهابات التي تصيب القصبات الهوائية .
3. مزيج العسل و البصل : علاج فعال لحالات الربو و نوبات البرد ؛ فهو مضد للبكتيريا ، و الفيروسات ، و يساعد في التخلص من السعال .
4. منقوع الحلبة .
5. أوراق الجوافة : مهدئ لتهيج القصبات الهوائية ، و مضاد للسعال .
6. التمر .
7. العنب المجفف ( الزبيب ) .
8. التين المجفف .


اكتشاف المزيد من LoveyDoveye

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.